[size=21]عن الحب نتحدث
هل الحب شيء مجرد ؟
هل هو عاطفة خالصة تجاه شخص ما ؟
ام ان هذا الشخص الذي نحبه ليس سوي مجموعة من القيم و الافكار و الطباع و
الاهداف و الاحلام التي اذا ما اشتركت مع قيمنا و افكارنا و طباعنا و
احلامنا و اهدافنا كونت تلك العاطفة او ذلك الرباط الذي نطلق عليه اسم الحب
؟! حتي اذا ما اختلفت تلك القيم في بعضها او كلها سقطت تلك العاطفة او علي
الاقل تقلصت العناصر المكونة لها ؟!!
و هناك انواع كثيرة من الحب لعل اولها هو الحب الالهي وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله " و قولع تعالي "ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله، والذين آمنوا أشد حباً لله" وقوله تعالى " فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه "
والأحاديث كثيرة " فالنبي صلى الله عليه وسلم
حينما جاءه رجل وقال: يا رسول الله متى الساعة؟ فقال: "وماذا أعددت لها؟"
قال: والله ما أعددت لها كثير صلاة ولا صيام غير أني أحب الله ورسوله،
فقال: "أبشر ؛أنت مع من أحببت"
ثم هناك الحب في الله بمعنى أن يحب الإنسان غيره لا لمنفعة ولا لشهوة ولا لقرابة ولا لخدمة أدَّاها له ولكن يحبه لله يقول تعالي : (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)
وفي الحديث القدسي: "وجبت محبتي للمتاحبين من أجلي ووجبت محبتي للمتبادلين من أجلي ووجبت محبتي للمتزاورين من أجلي" وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم كما روى أبو مالك الأشعري أنه قال "إن
من عباد الله من ليسوا بأنبياء ولا بشهداء يغبطهم النبيون والشهداء
لمكانتهم من الله عز وجل" فقام رجل أعرابي من قاصية القوم ـمن بعيد ـ وألوى
بيده وقال: يا رسول الله صفهم لنا ـ جلِّهم لنا فمن هم هؤلاء الناس الذين
ليسوا بأنبياء ولا شهداء ويغبطهم ويتمنى الأنبياء والشهداء أن يكونوا في
مكانهم؟ ـ قال: "هم قوم تحابوا بروح الله عز وجل على غير أرحام بينهم ولا
أموال يتعاطونها فو الله إن وجوههم لعلى نور وإنهم لعلى منابر من نور يخاف
الناس يوم القيامة وهم لا يخافون ويفزع الناس وهم لا يفزعون وهم أولياء
الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" .
[/size]