بعيدا عن الحبيب .. قريبا من الروح

أحيانا نحتاج لإستراحة في لقاء الحبيب ..
استمرار الشمس في شروقها قد يحرق كل شيء ..
لهذا يجيء الليل استراحة مشروعة .. تمهّد للقاء جديد ..
لهذا يكون للعشق طقس الفصول ..
وللقاء مناخات الريح ..
اللون الواحد يحدد الرؤية ..
بالتعددية متعة لا تضاهى ..
حين نشهد الغياب ندرك سر الندى الصباحي .. وهو يرسم على شفاه الوردة نشيد الشوق ..
حين تغيب الشمس خلف وشاح الأفق ..
ثمة أجراس تقرع في الصدر ..
ثمة حنين غامض ينهض لأجلها .. يبهت كثيرا عندما تعود ..
هكذا نحن ..
ورثة للطبيعة شرعيون ..
صدى لها وصوت صارخ حتى الضمور ..
كأنها تحمل ملامحنا كل حين ..
تمطر حين نستسلم للبكاء ..
تفتح ذراعيها شجرا وسواقي وسماوات حين تضج في قلوبنا المحبة ..
تصمت حتى الفجيعة .. حين تسقط من عليائها ورقة العمر ..
هكذا نحن ..
أبجدية للأخضر ..
كل يابس يجتاحنا خريف ..
وكل ابتسامة تزدهي في وجوهنا .. ربيع ناضر يطل من خلف الآماد ..
أحيانا نحتاج استراحة تبعدنا عن الحبيب ..
ليس لأننا سئمناه ..
ليس لأن اقترابه يلغي التوحد ..
التوحد في البعد .. المشهد يكون أكثر بهاءا حين لا نكون فيه ..
حين نقف أمام الإطار نشعر بنبض الملامح ..
وحين نكون فيه يأسرنا حتى التسكع اللامجدي في شوارع الجسد ..
ثمة اختلال في القرب ..
المودة تصير هشة كالكثبان ..
اللقاء يصير هاما كقبلة ..
العناق يهرب من أسر الروح ..
لعل الروح تبقى دائما قاب قوسين أو أدنى من أنامل القلب ..
كلما ابتعدت الأنامل .. كلما اشتاقت الروح لأصولها ..
لكن ..
هل نقدر على البعد ؟؟..
هل تريحنا استراحة المعاناة ؟؟..
في التجربة وحدها يكمن الإجابة ..
ودونها ..........
لا جواب ..

** بعيدا عن الحبيب .. قريبا من الروح **

بعيدا عن الحبيب .. قريبا من الروح